أما بعد فإن معصية الناصح الشفيق المجرب تورث الحسرة، وتعقب الندم، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين وهذه الحكومة بأمري، ونخلت لكم رأيي لو يطاع لقصير رأي، ولكنكم أبيتم إلا ما أردتم فكنت وأنتم كما قال أخو هوازن (1).
أمرتهم أمري بمنعرج اللوا * فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد الا إن الرجلين الذين اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم الكتاب وراء ظهورهما، وارتأيا الرأي [من] قبل أنفسهما، فأماتا ما أحيا القرآن، وأحييا ما أمات القرآن، ثم اختلفا في حكمهما، فكلاهما لا يرشد ولا يسدد، فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين، فاستعدوا للجهاد، وتأهبوا للمسير، وأصبحوا في معسكركم يوم الاثنين إن شاء الله (2).
" 437 " حدثني وهب بن بقية، عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي عن أبي مجلز: ان عليا نهى أصحابه أن يسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثا، فمروا بعبد الله بن خباب فأخذوه، فمر بعضهم بتمرة ساقطة من نخلة فأخذها واحد [منهم] فأدخلها فمه، فقال بعضهم: بما استحللت هذه التمرة. فألقاها من فيه، ثم مروا بخنزير فقتله بعضهم فقالوا له: بما