قولا له قول مسرور بحظوته * لا تنس حظك إن التارك الناسي كل لصاحبه قرن يعادله * أسد تلاقي أسودا بين أخياس انظر فدى لك نفسي قبل قاصمة للظهر ليس لها راق ولا آس (1) أهل العراق وأهل الشام لن يجدوا * طعم الحيات لحرب ذات أنفاس والسلم فيه بقاء ليس يجهله * إلا الجهول وما النوكى كأكياس فاصدع بأمرك أمر القوم إنهم * خشاش طير رأت صقرا بحسحاس فلما قرأ ابن عباس الكتاب والشعر أقرأهما عليا، فقال علي: قاتل الله ابن العاص ما أغره بك، يا ابن عباس أجبه، ولترد عليه شعره فضل بن عباس بن أبي لهب. فكتب إليه عبد الله بن عباس:
أما بعد فإني لا أعلم رجلا من العرب أقل حياءا منك، إنه مال بك إلى معاوية الهوى وبعته دينك بالثمن اليسير، ثم خبطت للناس في عشواء طخياء طمعا في هذا الملك، فلما لم تر شيئا أعظمت الدماء إعظام أهل الدين، وأظهرت فيها زهادة أهل الورع، ولا تريد بذلك إلا تهييب الحرب وكسر أهل العراق، فإن كنت أردت الله بذلك، فدع مصر وارجع إلى بيتك، فإن هذه حرب ليس معاوية فيها كعلي، بدأها علي بالحق، وانتهى فيها إلى العذر، وابتدأها معاوية بالبغي فانتهى منها إلى السرف، وليس أهل الشام فيها كأهل العراق، بايع عليا أهل العراق وهو خير منهم، وبايع أهل الشام