وكان طلحة أول من بايع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث علي بن أبي طالب من أخذ مفاتيح بيت المال من طلحة. وخرج حكيم ابن جبلة العبدي إلى الزبير بن العوام حتى جاء به فبايع، فكان [الزبير] يقول:
ساقني لص من لصوص عبد القيس حتى بايعت مكرها.
قال [الشعبي]: وأتي علي بعبد الله بن عمر بن الخطاب ملببا والسيف مشهور عليه، فقال له: بايع. فقال: لا أبايع حتى يجتمع الناس عليك.
قال: فأعطني حميلا ألا تبرح. فقال: لا أعطيك حميلا. فقال الأشتر: إن هذا رجل قد أمن سوطك وسيفك فأمكني منه. فقال علي: دعه أنا حميله فوالله ما علمته (1) إلا سئ الخلق صغيرا وكبيرا.
قال: وجئ بسعد بن أبي وقاص فقيل له: بايع. فقال: يا [أ] با الحسن إذا لم يبق غيري بايعتك. فقال علي: خلوا سبيل أبي إسحاق.
وبعث علي إلى محمد بن مسلمة الأنصاري ليبايع فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني إذا اختلف الناس أن أخرج بسيفي فأضرب به عرض [أحد] حتى ينقطع فإذا انقطع أتيت بيتي فكنت فيه لا أبرح حتى تأتيني يد خاطفة أو ميتة قاضية. قال: فانطلق إذا. فخلى سبيله.
وبعث إلى وهب بن صيفي الأنصاري ليبايعه فقال: إن خليلي وابن عمك قال لي قاتل المشركين بسيفك فإذا رأيت فتنة فأكسره واتخذ سيفا من خشب واجلس في بيتك!!! فتركه.