قال [صعصعة]: والله وأنت يا أمير المؤمنين ما علمت بالله لعالم وله خائف. فلم يشكر المنذر لصعصعة ما صنع في أمره، فقال الأعور الشني (1):
هلا سألت بني الجارود أي فتى * عند الشفاعة والثار ابن صوحانا هل كان إلا كأم أرضعت ولدا * عقت فلم تجز بالاحسان إحسانا لا تأمنن على سوء فتى ذمرا * تجزي المودة من ذي الود كفرانا " 184 " وكتب عليه السلام إلى زياد، وهو خليفة عبد الله بن العباس بالبصرة - يستحثه بجمل مال مع سعد مولاه، فاستحثه (سعد) فأغلظ له زياد وشتمه، فلما قدم سعد على علي شكا إليه وعابه عنده وذكر منه تجبرا وإسرافا، فكتب علي عليه السلام إليه:
إن سعدا ذكر لي أنك شتمته ظالما وجبهته تجبرا وتكبرا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكبرياء والعظمة منه (2) فمن تكبر سخط الله عليه. وأخبرني أنك مستكثر من الألوان في الطعام، وأنك تدهن في كل يوم. فماذا عليك لو صمت لله أياما، وتصدقت ببعض ما عندك محتسبا، وأكلت طعامك في مرة مرارا (3) أو أطعمته فقيرا، أتطمع - وأنت متقلب (4) في النعيم تستأثر به