[بهم] من وراءهم، ولا يؤخذ منهم فوق طاقتهم فبذلك أمرتك، والله المستعان والسلام.
" 181 " وكتب عليه السلام إلى قرظة بن كعب:
أما بعد فإن قوما من أهل عملك أتوني فذكروا أن لهم نهرا قد عفا ودرس، وأنهم إن حفروه واستخرجوه عمرت بلادهم وقووا على كل [ظ] خراجهم وزاد فئ المسلمين قبلهم، وسألوني الكتاب إليك لتأخذهم بعمله وتجمعهم لحفره والانفاق عليه، ولست أرى أن أجبر أحدا على عمل يكرهه، فادعهم إليك، فإن كان الامر في النهر على ما وصفوا، فمن أحب أن يعمل فمره بالعمل، والنهر لمن عمله دون من كرهه، ولان يعمروا ويقووا أحب إلي من أن يضعفوا والسلام (1). " 182 " ووجه عليه السلام إلى زياد رسولا ليأخذه لحمل ما اجتمع عنده من المال، فحمل زياد ما كان عنده وقال للرسول: إن الأكراد قد كسروا من الخراج وأنا أداريهم فلا تعلم أمير المؤمنين ذلك فيرى انه اعتلال مني.
فقدم الرسول فأخبر عليا بما قال زياد، فكتب إليه:
قد بلغني رسولي عنك ما أخبرته به عن الأكراد، واستكتامك إياه ذلك، وقد علمت أنك لم تلق ذلك إليه إلا لتبلغني إياه، وإني أقسم بالله عز وجل قسما صادقا لئن بلغني أنك خنت من فئ المسلمين شيئا صغيرا أو كبيرا لأشدن عليك شدة يدعك قليل الوفر، ثقيل الظهر والسلام (2).