أولى من ذلك، نعم يتجه التقدير بهما بالنسبة إلى العرض. (الثاني) قوله في التحديد العرضي مستديرا ينافي ما ذكروه، إذ لا استدارة فيه، مع أنه كان ينبغي أن يقول مستديرين لكونه حالا من الإصبعين على الظاهر.
(الثالث) ما قاله البهائي في الحبل المتين أنه بناء على هذا التحديد ينبغي دخول النزعتين لكونهما تحت القصاص مع خروجهما إجماعا وينبغي دخول الصدغين لدخولهما تحت الخط العرضي المار بقصاص شعر الناصية ويحويهما الإصبعان غالبا مع خروجهما بنص الرواية، وأما العارضان فقد قطع بعض بدخولهما، وبعض بخروجهما، ومثلهما العذاران ومواضع التحذيف، إلى أن قال: فظهر لك أنه على ما فهمه الأصحاب من الرواية يقتضي خروج بعض الأجزاء عن حد الوجه مع دخوله في التحديد كما عرفت في النزعتين والصدغين، ويقتضي دخول البعض منه مع خروجه عن التحديد المذكور، فكيف يصدر مثل هذا التحديد الظاهر القصور الموجب لهذا الاختلاف من الإمام (عليه السلام)، ولذلك حمل الرواية على معنى آخر، وقال:
ما حاصله أن قوله (عليه السلام): (من قصاص) متعلق بقوله: (دارت) فيراد حينئذ بيان ابتداء التدوير من القصاص، بمعنى أن الخط المتوهم من قصاص الشعر إلى طرف الذقن، وهو الذي يشتمل عليه الإصبعان غالبا إذا أثبت وسطه وأدير على نفسه حتى يحصل شبه دائرة، فذلك القدر الذي يجب غسله، فيكون مبدأ الدائرة إنما هو القصاص والذقن وهو المنتهى أيضا، وذلك لأنه يكون ما كان على القصاص على الذقن وما كان على الذقن على القصاص، وعليه حينئذ يلتئم خروج الصدغين والنزعتين، وكذلك مواضع التحذيف والعذارين لخروجها عن الدائرة كما يشهد به الاعتبار، وأما العارضان فيدخل بعضهما، واستجوده بعض من تأخر عنه كالمحدث الكاشاني، وكأن الذي دعاه إلى ذلك مضافا إلى ما سمعت اشتمال الرواية على لفظ الاستدارة.
وفيه - مع أنه من المعاني الغامضة التي لا يليق بالإمام مخاطبة عامة الناس بها، ومناف لما يظهر من كلام الأصحاب الماهرين الذين هم الأئمة في فهم الأخبار أصحاب