عن السدي: * (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة) *... الآية، يقول: ليس هؤلاء اليهود كمثل هذه الأمة التي هي قائمة.
وقد بينا أن أولى القولين بالصواب في ذلك قول من قال: قد تمت القصة عند قوله:
* (ليسوا سواء) * عن إخبار الله بأمر مؤمني أهل الكتاب، وأهل الكفر منهم، وأن قوله: * (من أهل الكتاب أمة قائمة) *. خبر مبتدأ عن مدح مؤمنيهم، ووصفهم بصفتهم، على ما قاله ابن عباس وقتادة وابن جريج. ويعني جل ثناؤه بقوله: * (أمة قائمة) *: جماعة ثابتة على الحق.
وقد دللنا على معنى الأمة فيما مضى بما أغنى عن إعادته.
وأما القائمة، فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معناها: العادلة.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (أمة قائمة) * قال: عادلة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنها قائمة على كتاب الله وما أمر به فيه. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة في قوله:
* (أمة قائمة) * يقول: قائمة على كتاب الله وفرائضه وحدوده.
حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله:
* (أمة قائمة) * يقول: قائمة على كتاب الله وحدوده وفرائضه.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: * (من أهل الكتاب أمة قائمة) * يقول: أمة مهتدية قائمة على أمر الله، لم تنزع عنه وتتركه كما تركه الآخرون وضيعوه.
وقال آخرون: بل معنى قائمة: مطيعة. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (أمة قائمة) * الآية، يقول: ليس هؤلاء اليهود، كمثل هذه الأمة التي هي قانتة لله والقانتة: المطيعة.
وأولى هذه الأقوال بالصواب في تأويل ذلك ما قاله ابن عباس وقتادة، ومن قال