وقال آخرون: إنما قيل: * (كنتم خير أمة أخرجت للناس) * لأنهم أكثر الأمم استجابة للاسلام. ذكر من قال ذلك:
حدثت عن عمار بن الحسن، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، قوله: * (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) * قال: لم تكن أمة أكثر استجابة في الاسلام من هذه الأمة، فمن ثم قال: * (كنتم خير أمة أخرجت للناس) *.
وقال بعضهم: عنى بذلك أنهم كانوا خير أمة أخرجت للناس. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن في قوله: * (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) * قال: قد كان ما تسمع من الخير في هذه الأمة:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعد عن قتادة قال: كان الحسن يقول: نحن آخرها وأكرمها على الله.
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية ما قال الحسن، وذلك أن:
يعقوب بن إبراهيم حدثني قال: ثنا ابن علية، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: ألا إنكم وفيتم سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، أنه سمع النبي (ص) يقول في قوله: * (كنتم خير أمة أخرجت للناس) * قال: أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ذكر لنا أن نبي الله (ص) قال ذات يوم، وهو مسند ظهره إلى الكعبة: نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرها.
وأما قوله: * (تأمرون بالمعروف) * فإنه يعني: تأمرون بالايمان بالله ورسوله، والعمل