حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن أبي الجحاف، عن مسلم البطين، قال: سأل الحجاج جلساءه عن هذه الآية: * (لا تحسبن الذي يفرحون بما أتوا) * قال سعيد بن جبير: بكتمانهم محمدا، * (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) * قال: هو قولهم: نحن على دين إبراهيم عليه السلام.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: * (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) *: هم أهل الكتاب أنزل عليهم الكتاب، فحكموا بغير الحق، وحرفوا الكلم عن مواضعه، وفرحوا بذلك، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فرحوا بأنهم كفروا بمحمد (ص)، وما أنزل الله، وهم يزعمون أنهم يعبدون الله، ويصومون، ويصلون، ويطيعون الله، فقال الله جل ثناؤه لمحمد (ص): * (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا) * كفروا بالله وكفروا بمحمد (ص)، * (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) * من الصلاة والصوم، فقال الله عز وجل لمحمد (ص): * (فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم) *.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا من تبديلهم كتاب الله، ويحبون أن يحمدهم الناس على ذلك. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى: * (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا) * قال: يهود، فرحوا بإعجاب الناس بتبديلهم الكتاب وحمدهم إياهم عليه، ولا تملك يهود ذلك.
وقال آخرون: معنى ذلك: أنهم فرحوا بما أعطى الله تعالى آل إبراهيم عليه السلام.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي المعلى، عن سعيد بن جبير أنه قال في هذه الآية: * (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) * قال: اليهود يفرحون بما آتي الله إبراهيم عليه السلام.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا شعبة، عن أبي المعلى العطار، عن سعيد بن جبير، قال: هم اليهود، فرحوا بما أعطى الله تعالى إبراهيم عليه السلام.