حدثني محمد قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم) *... الآية. قال: هؤلاء المنافقون أصحاب عبد الله بن أبي.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: * (وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى) * قول المنافق عبد الله بن أبي ابن سلول.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
وقال آخرون في ذلك: هم جميع المنافقين. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد. قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: * (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم) *... الآية: أي لا تكونوا كالمنافقين الذي ينهون إخوانهم عن الجهاد في سبيل الله، والضرب في الأرض في طاعة الله، وطاعة رسوله، ويقولون إذا ماتوا أو قتلوا: لو أطاعونا ما ماتوا، وما قتلوا.
وأما قوله: * (إذا ضربوا في الأرض) * فإنه اختلف في تأويله، فقال بعضهم: هو السفر في التجارة، والسير في الأرض لطلب المعيشة. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (إذا ضربوا في الأرض) * وهي التجارة.
وقال آخرون: بل هو السير في طاعة الله وطاعة رسوله (ص). ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: * (إذا ضربوا في الأرض) *: الضرب في الأرض في طاعة الله وطاعة رسوله.
وأصل الضرب في الأرض: الابعاد فيها سيرا. وأما قوله: * (أو كانوا غزى) * فإنه يعني: أو كانوا غزاة في سبيل الله. والغزى: جمع غاز، جمع على فعل كما يجمع شاهد:
شهد، وقائل: قول. وقد ينشد بيت رؤبة:
فاليوم قد نهنهني تنهنهي * وأول حلم ليس بالمسفه وقول إلا ده فلا ده