حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثني عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: * (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان) *... الآية، فذكر نحو قول قتادة.
وقال آخرون: بل عني بذلك خاص ممن ولى الدبر يومئذ، قالوا: وإنما عنى به الذين لحقوا بالمدينة منهم دون غيرهم. ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: لما انهزموا يومئذ تفرق عن رسول الله (ص) أصحابه، فدخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة، فقاموا عليها، فذكر الله عز وجل الذين انهزموا، فدخلوا المدينة، فقال: * (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان) *... الآية.
وقال آخرون: بل نزل ذلك في رجال بأعيانهم معروفين. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال:
قال عكرمة، قوله: * (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان) * قال: نزلت في رافع بن المعلى وغيره من الأنصار وأبي حذيفة بن عتبة، ورجل آخر. قال ابن جريج: وقوله:
* (إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم) * إذ لم يعاقبهم.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: فر عثمان بن عفان، وعقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان - رجلان من الأنصار - حتى بلغوا الجلعب، جبل بناحية المدينة مما يلي الأعوص. فأقاموا به ثلاثا، ثم رجعوا إلى رسول الله (ص)، فقال لهم: لقد ذهبتم فيها عريضة.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قوله: * (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) *... الآية، والذين استزلهم الشيطان: عثمان بن عفان، وسعد بن عثمان، وعقبة بن عثمان الأنصاريان، ثم الزرقيان.