أنها وإن كانت كذلك فهي دالة على ذم الله كل قاطع قطع ما أمر الله بوصله رحما كانت أو غيرها.
القول في تأويل قوله تعالى: ويفسدون في الأرض.
قال أبو جعفر: وفسادهم في الأرض هو ما تقدم وصفناه قبل من معصيتهم ربهم وكفرهم به، وتكذيبهم رسوله، وجحدهم نبوته، وإنكارهم ما أتاهم به من عند الله أنه حق من عنده.
القول في تأويل قوله تعالى: أولئك هم الخاسرون.
قال أبو جعفر: والخاسرون جمع الخاسر، والخاسرون: الناقصون أنفسهم حظوظها بمعصيتهم الله من رحمته، كما يخسر الرجل في تجارته بأن يوضع من رأس ماله في بيعه. فكذلك الكافر والمنافق خسر بحرمان الله إياه رحمته التي خلقها لعباده في القيامة أحوج ما كان إلى رحمته، يقال منه: خسر الرجل يخسر خسرا وخسرانا وخسارا، كما قال جرير بن عطية:
إن سليطا في الخسار إنه * أولاد قوم خلقوا أقنه يعني بقوله في الخسار: أي فيما يوكسهم حظوظهم من الشرف والكرم.
وقد قيل: إن معنى أولئك هم الخاسرون: أولئك هم الهالكون. وقد يجوز أن يكون قائل ذلك أراد ما قلنا من هلاك الذي وصف الله صفته بالصفة التي وصفه بها في هذه الآية بحرمان الله إياه ما حرمه من رحمته بمعصيته إياه وكفره به. فحمل تأويل الكلام على معناه دون البيان عن تأويل عين الكلمة بعينها، فإن أهل التأويل ربما فعلوا ذلك لعلل كثيرة تدعوهم إليه.
وقال بعضهم في ذلك بما:
حدثت به عن المنجاب. قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: كل شئ نسبه الله إلى غير أهل الاسلام من اسم مثل