غير أن مشيئة العباد وإرادتهم لا أثر لها إزاء مشيئة الله وإرادته، فقد شاء الله أن ينصرك وأن يبلغ رسالتك إلى أصقاع المعمورة، ويزيل العراقيل والموانع عن منهاجك، وقد فعل.
إلا أن ما يهمنا هنا أن نعرف أن مدلول الآيات آنفة الذكر لا يختص بعصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وزمانه، ففي كل جيل وكل عصر جماعة من المنافقين تحاول أن تنثر سموم التفرقة في اللحظات الحساسة والمصيرية، ليحبطوا روح الوحدة ويثيروا الشكوك والتردد في أفكار الناس، غير أن المجتمع إذا كان واعيا فهو منتصر بأمر الله ووعده الذي وعد أولياءه، وهو - سبحانه - الذي يذر ما يرقم المنافقون ومخططاتهم سدى، شريطة أن يجاهد أولياؤه في سبيله مخلصين، وأن يراقبوا بحذر أعداءهم المتوغلين بينهم.
* * *