منتهى الاستعداد وبناء الشخصية أضف إلى كل ذلك أن المسافة بين المدينة وأرض الروم كانت بعيدة غاية البعد، وكان الوقت صيفا قائظا، وهو أوان اقتطاف الثمار وحصد الحبوب والغلاة.
هذه الأمور اجتمعت بعضها إلى بعض فصعب على المسلمين الخروج للقتال.
حتى أن بعضهم تردد في استجابته لدعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
فالآيتان - محل البحث - نزلتا في هذا الظرف، وأنذرتا المسلمين بلهجة صارمة لمواجهة هذه المعركة الحاسمة. (1) * * * 2 التفسير 3 التحرك نحو سوح الجهاد مرة أخرى كما أشرنا آنفا في شأن نزول الآتين، فإنهما نزلتا في غزوة " تبوك ".
وتبوك منطقة بين المدينة والشام، وتعد الآن من حدود الحجاز، وكانت آنئذ على مقربة من أرض الروم الشرقية المتسلطة على الشامات. (2) وقد حدثت هذه الواقعة في السنة التاسعة للهجرة، أي بعد سنة من فتح مكة تقريبا.
وبما أن المواجهة في هذا الميدان كانت مواجهة لإحدى الدول الكبرى في ذلك العصر، لا مواجهة لإحدى القبائل العربية، فقد كان جماعة من المسلمين قلقين مشفقين من المساهمة والحضور في هذه المواجهة، ولذلك فقد كانت الأرضية مهيأة لوساوس المنافقين وبذر السموم، فلم يألوا جهدا في إضعاف