ويتخلص من نشب، فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص (1) (وامتثال أوامره ونواهيه) فإن من لم يمتثلها كان مستخفا به نابذا له وراء ظهره (وتتبع الأخبار النبوية والآثار المحمدية، والبحث عن معانيها واستقصاء النظر فيها) فمنها تعلم أصول الدين وفروعه، وفيها تفصيل جمل القرآن وتفسير معضلاته، وتبيين متشابهه ومبهماته، وبيان الناسخ والمنسوخ.
(وقد وضعت لك كتبا متعددة في ذلك كله) أي في الفقه، وهو يشمل الكلام والقرآن والحديث، وكتبه في كل من ذلك معروفة (هذا ما يرجع إليك) من الوصايا.
(وأما ما يرجع إلي ويعود نفعه علي) أولا وإن استلزم انتفاعه به أضعاف ذلك (فأن تتعهدني بالترحم في بعض الأوقات، وأن تهدي إلي ثواب بعض الطاعات) فإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. وقال الصادق (عليه السلام) لامرأة توفيت ابنتها: لا، عليك بالدعاء، فإنه يدخل عليها كما يدخل البيت الهدية (2).
(ولا تقلل من ذكري) بين الناس (فينسبك أهل الوفاء إلى الغدر، ولا تكثر من ذكري) افتخارا أو جزعا أو استغاثة أو استدلالا بقوله (3) على المسائل (فينسبك أهل الحزم (4) إلى العجز) عن الأحساب أو الصبر أو في المسائل (بل اذكرني في خلواتك وعقيب صلواتك) فإنها مظان استجابة الدعاء.
(واقض ما علي من الديون الواجبة والتعهدات اللازمة) فعنه (صلى الله عليه وآله):
نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه (5).