الحدود عن مالك بن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة قالت وجد في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابان إن أشد الناس عتوا في الأرض رجل ضرب غير ضاربه أو رجل قتل غير قاتله ورجل تولى غير أهل نعمته فمن فعل ذلك فقد كفر بالله وبرسله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدو في الآخر المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده ولا يتوارث أهل ملتين انتهى ومالك هذا هو بن أبي الرجال أخو حارثة ومحمد قال أبو حاتم هو أحسن حالا من أخويه انتهى ورواه البخاري في تاريخه الكبير والله أعلم أحاديث الباب حديث أم هانئ أخرجاه في الصحيحين عنها قالت يا رسول الله زعم بن أمي على أنه قاتل رجلا قد أجرته فلان بن هبيرة فقال عليه السلام قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت مختصر ورواه أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي فكتاب تاريخ مكة من طريق الواقدي عن بن أبي ذئب عن المقبري عن أبي مرة مولى عقيل عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له يا رسول الله إني أجرت حموين لي من المشركين فأراد علي أن يقتلهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ذلك له قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت ثم اغتسل وصلى ثمان ركعات وذلك ضحى يوم فتح مكة وكأن الذي أجارت أم هانئ يوم الفتح عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة والحارث بن هشام بن المغيرة كلاهما من بني مخزوم انتهى وكذلك رواه الواقدي في كتاب المغازي سواء وهذا مطابق لما ذكره صاحب الخلاصة من حديث أم هانئ فإنه قال روى عن أم هانئ أنها أجارت رجلين من المشركين ولم تمكن عليا من قتلهما وأجاز النبي صلى الله عليه وسلم أمانها انتهى وعند الطبراني عن أنس أنها أجارت أخاها عقيلا وسيأتي حديث آخر رواه أبو داود حدثنا عثمان بن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت أن كانت المرأة لتجير على المؤمنين فيجوز انتهى
(٢٤٧)