وسار في عرضها عاسفا خابطا.
وإنما تلويحه عليه السلام، بل تصريحه بذم الشورى، والأنفة من اقترانه من لا يساويه ولا يضاهيه، فهو كثير التردد في كلامه عليه السلام، ثم خبر بأنه فعل ذلك كله مقاربة ومساهلة واستصلاحا وسماحا.
فقال عليه السلام: (لكن 1 أسففت إذ أسفوا، وطرت إذ طاروا) يقال: سف الطائر بغير ألف وأسف الرجل إلى الأمر إذا دخل فيه بالألف لا غير.
قوله عليه السلام: (فمال رجل لضغنه، وأصغى آخر لصهره 2) وإنما أراد المائل إلى صهره عبد الرحمن بن عوف الزهري، فإنه كان بينه وبين عثمان مصاهرة معروفة، فعقد له الأمر ومال إليه بالمصاهرة، والذي مال إليه لضغنه إنما هو سعد بن أبي وقاص الزهري، فإنه كان منحرفا عن أمير المؤمنين عليه السلام، وهو أحد من قعد عن بيعته في وقت ولايته.
وأما لفظة (هن) فإن العرب تستعملها في الأمور العظيمة الشديدة، يقولون: جرت هنة وهنات.
وقوله عليه السلام: (إلى أن قام ثالث القوم) يعني عثمان (نافجا حضنيه) فالنفج والنفح بمعنى واحد، والحضن هو الصدر والعضدان وما بينهما، ومنه حضنت الصبي حضنا وحضانة، والحضن أيضا أصل الحبل.
ومعنى (بين نثيله ومعتلفه) أي بين الموضع الذي يأكل فيه.
وقوله عليه السلام: (وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم 3 الإبل نبتة الربيع (والخضم أقوى من القضم، وتعمل فيه الأشداق، ويكون في الأكثر .