(36) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي جعفر عن أبيه عن علي بن حسين قال: حدثنا عباس قال: أرسلني علي إلى طلحة والزبير يوم الجمل، قال: فقلت لهما: إن أخاكما يقرئكما السلام ويقول لكما: هل وجدتما علي حيفا في حكم أو استئثارا بفئ أو بكذا أو بكذا، قال: فقال الزبير: لا في واحدة منها، ولكن مع الخوف شدة المطامع.
(37) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن سالم بن أبي الجعد عن محمد ابن الحنفية قال: كنا في الشعب فكنا ننتقص عثمان، فلما كان ذات يوم أفرطنا، فالتفت إلى عبد الله بن عباس فقلت له: يا أبا عباس! تذكر عشية الجمل؟ أن عن يمين علي وأنت عن شماله، إذ سمعنا الصيحة من قبل المدينة؟ قال: فقال ابن عباس: نعم التي بعث بها فلان بن فلان، فأخبره أنه وجد أم المؤمنين عائشة واقفة في المربد تلعن قتلة عثمان، فقال علي: لعن الله قتلة عثمان في السهل والجبل والبر والبحر، أنا عن يمين علي وهذا عن شماله، فسمعته من فيه إلي في وابن عباس، فوالله ما عبت عثمان إلى يومي هذا.
(38) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو ضرار زيد بن عصر الضبي إمام مسجد بني هلال قال حدثنا خالد بن مجاهد بن حيان الضبي من بني مبذول عن ابن عم له يقال له:
تميم بن ذهل الضبي، قال: إني يوم الجمل آخذ بركاب علي أجهد معه وأنا أرى أنا في الجنة، وهو يتصفح القتلى، فمر برجل أعجبته هيئته وهو مقتول، فقال: من يعرف هذا؟
قلت: هذا فلان الضبي، وهذا ابنه، حتى عددت سبعة صرعى مقتلين حوله، قال: فقال علي: لوددت أنه ليس في الأرض ضبي إلا تحت هذا الشيخ.
(39) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين بن عبد الرحمن عن يوسف بن يعقوب عن الصلت بن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال: قدمت على علي حين فرغ من الجمل، فانطلق إلى بيته وهو آخذ بيدي، فإذا امرأته وابنتاه يبكين، وقد أجلس وليدة بالباب تؤذنهن به إذا جاء، فألهى الوليدة ما ترى النسوة يفعلن حتى دخل عليهن، وتخلفت فقمت بالباب، فأسكتن، فقال: ما لكن؟ فانتهرهن مرة أو مرتين، فقالت: امرأة منهن: قلنا: ما سمعت ذكرنا عثمان وقرابته والزبير وقرابته، فقال: إني لأرجو ا أن نكون كالذين قال الله * (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) * ومن هم أن لم نكن، ومن هم - يردد ذلك حتى وددت أنه سكت.