(43) ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة (1) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدث عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف قال: حج عمر فأراد أن يخطب الناس خطبة، فقال عبد الرحمن بن عوف: إنه قد اجتمع عندك رعاع الناس وسفلتهم، فأخر ذلك حتى تأتي المدينة، قال: فلما قدمت المدينة دنوت قريبا من المنبر، فسمعته يقول: إني قد عرفت أن أناسا يقولون: إن خلافة أبي بكر فلتة، وإنما كانت فلتة ولكن الله وقى شرها، إنه لا خلافة إلا عن مشورة.
(2) حدثنا عبد الأعلى عن ابن إسحاق عن عبد الملك بن أبي بكر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: كنت أختلف إلى عبد الرحمن بن عوف ونحن بمنى مع عمر بن الخطاب، أعلم عبد الرحمن بن عوف القرآن، فأتيته في المنزل فلم أجده فقيل: هو عند أمير المؤمنين، فانتظرته حتى جاء فقال لي: قد غضب هذا اليوم غضبا ما رأيته غضب مثله منذ كان، قال: قلت لم ذلك؟ قال: بلغه أن رجلين من الأنصار ذكرا بيعة أبي بكر فقالا: والله ما كانت إلا فلتة، فما يمنع امرءا إن هلك هذا أن يقوم إلى من يحب فيضرب على يده فتكون كما كانت، قال: فهم عمر أن يكلم الناس، قال: فقلت: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنك ببلد قد اجتمعت إليه أفناء العرب كلها، وإنك إن قلت مقالة حملت عنك وانتشرت في الأرض كلها، فلم تدر ما يكون في ذلك، وإنما يعينك من قد عرفت أنه سيصير إلى المدينة، فلما قدمنا المدينة رحت مهجرا حتى أخذت عضادة المنبر اليمنى، وراح إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل حتى جلس معي، فقلت: ليقولن هذا اليوم مقالة ما قالها منذ استخلف، قال: وما عسى أن يقول، قلت:
ستسمع ذلك، قال: فلما اجتمع الناس خرج عمر حتى جلس على المنبر ثم حمد الله وأثنى عليه ثم ذكر رسول الله (ص) فصلى عليه ثم قال: إن الله أبقى رسوله بين أظهرنا ينزل عليه الوحي من الله يحل به ويحرم، ثم قبض الله رسوله فرفع منه ما شاء أن يرفع، وأبقى منه ما شاء أن يبقي، فتشبثنا ببعض، وفاتنا بعض، فكان مما كنا نقرأ من القرآن (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم) ونزلت آية الرجم، فرجم النبي (ص) ورجمنا معه، والذي نفس محمد بيده! لقد حفظتها وعلمتها وعقلتها لولا أن يقال: كتب عمر في المصحف ما ليس فيه، لكتبتها بيدي كتابا، والرجم على ثلاثة منازل: حمل بين، أو اعتراف من صاحبه، أو شهود عدل، كما أمر الله، وقد بلغني أن رجالا يقولون في