المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج ٨ - الصفحة ٦
(2) قدوم خالد بن الوليد الحيرة وصنيعة (1) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا مجالد قال أخبرنا عامر قال: كتب خالد إلى مرازبة فارس وهو بالحيرة ودفعه إلى ابن بقيلة، قال عامر: وأنا قرأته عند ابن بقيلة: بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس، سلام على من اتبع الهدى، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد أحمد الله الذي فض خدمتكم وفرق كلمتكم ووهن بأسكم وسلب ملككم، فإذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلى بالرهن، واعتقدوا مني الذمة، وأجيبوا إلى الجزية فإن لم تفعلوا فوالله الذي لا إله إلا هو لأسيرن إليكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة، والسلام على من اتبع الهدى.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن خالد بن سلمة القرشي عن عامر الشعبي قال: كتب خالد بن الوليد زمن الحيرة إلى مرازبة فارس: بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، الحمد لله الذي فض خدمتكم وفرق جمعكم وخالف بين كلمتكم فإذا جاءكم كتابي هذا فاعتقدوا مني الذمة، وأجيبوا إلى الجزية، فإن لم تفعلوا أتيتكم بقوم يحبون الموت حبكم الحياة.
(3) حدثنا جعفر بن عون قال أخبرنا يونس عن أبي السفر قال: لما قدم خالد بن الوليد إلى الحيرة نزل على بني المرازبة، قال: فأتي بالسم فأخذه فجعله في راحته وقال:
بسم الله، فاقتحمه، فلم يضره بإذن الله شيئا، كتاب التأريخ - في قتال أبى عبيد مهران وكيف كان أمره

(2 / 1) المرازبة: لفظ فارسي يعني حكام المناطق وقادة عسكرها.
وهذا كتاب تهديد ووعيد لهم فيه لهجة الثقة بالله وبالنصر والثقة بالجند الذين معه وإضعاف لمعنويات الأعداء وإيقاع للرعب في قلوبهم وقوله فض خدمتكم: أنهي سلطانكم في مناطقكم وسلب ملككم: أزاله، وهذا كلام من تأكد له الامر بشكل لا مجال للشك فيه وتوهين لعزائم الخصم وهذا من البراعة العسكرية وهو ما يسمي في عصرنا (علم النفس العسكري).
(2 / 2) اعتقدوا مني الذمة: إنزلوا على حكم المسلمين لتكون لكم ذمتهم أي وإلا فلا سبيل لكم إلا القتل والهزيمة.
(2 / 3) اقتحمه: ابتلعه.
ومع اسم الله لا يضر شئ إن كان القائل قد امتلأ قلبه بالايمان حقا، ولم يكن فيه ذرة شك وحتى لو كان في الامر خدعة من خالد رضي الله عنه، فالحرب خدعة. وخبر الحادثة لا بد سينتشر بين الفرس ويزلزلهم إذ سيعتقدون إنهم إنما يقاتلون من ليس للموت إليه من سبيل. والحيرة من أرض العراق وكان الفرس متسلطين عليها.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست