(40) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن طلحة بن مصرف أن عليا أجلس طلحة يوم الجمل ومسح عن وجهه التراب، ثم التفت إلى حسن فقال: إني وددت أني مت قبل هذا.
(41) حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حمير بن مالك قال: قال عمار لعلي يوم الجمل: ما ترى في سبي الذرية؟ قال فقال: إنما قاتلنا من قاتلنا، قال: لو قلت غير هذا خالفناك.
(42) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمر بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال:
قدمنا المدينة ونحن نريد الحج، فإنا لمنازلنا نضع رحالنا إذ أتانا آت، فقال: إن الناس قد فزعوا واجتمعوا في المسجد، فانطلقت فإذا الناس مجتمعون في المسجد، فإذا علي والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص، قال: فإنا لكذلك إذا جاءنا عثمان، فقيل: هذا عثمان، فدخل عليه ملية له صفراء، قد قنع بها رأسه، قال: ها هنا علي؟ قالوا: نعم، قال:
ها هنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: ها هنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال ها هنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن رسول الله (ص) قال: (من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له)، فابتعته بعشرين ألفا أو بخمسة وعشرين ألفا، فأتيت رسول الله (ص) فقلت له: ابتعته، قال: إجعله في مسجدنا ولك أجره). فقالوا: اللهم نعم، قال: فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله (ص) قال: (من ابتاع بئر رومة غفر الله له، فابتعتها بكذا وكذا، ثم أتيته فقلت: قد ابتعتها، قال: إجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك)، قالوا: اللهم نعم، قال:
أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله (ص) نظر في وجوه القوم فقال:
(من جهز هؤلاء غفر الله له) - يعني جيش العسرة، فجهزتهم حتى لم يفقدوا خطاما ولا عقالا، قال: قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد ثلاثا، قال الأحنف: فانطلقت فأتيت طلحة والزبير فقلت: ما تأمراني به ومن ترضيانه لي، فإني لا أرى هذا إلا مقتولا، قالا:
نأمرك بعلي، قال: قلت: تأمراني به وترضيانه لي؟ قالا: نعم، قال: ثم انطلقت حاجا حتى قدمت مكة فبينا نحن بها إذ أتانا قتل عثمان وبها عائشة أم المؤمنين، فلقيتها فقلت لها: من تأمريني به أن أبايع؟ فقالت: عليا، فقلت أتأمرينني به وترضينه لي؟ قالت: نعم، فمررت