المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج ٨ - الصفحة ١٢٤
(6) ما ذكر عن نبينا (ص) في الزهد (1) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن بعض [المدنيين] عن عطاء بن يسار قال: تعرضت الدنيا للنبي (ص) فقال: (إني لست أريدك). قالت: إن لم تردني فسيريدني غيرك.
(2) وكيع عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
قال رسول الله (ص): (إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل الراكب قال في ظل شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها).
(3) أبو معاوية عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: أخذ النبي (ص) بيدي أو ببعض جسدي فقال لي: (يا عبد الله بن عمر! كن في الدنيا غريبا أو عابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور)، قال مجاهد: وقال لي عبد الله بن عمر: إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من حياتك قبل موتك، ومن صحتك قبل سقمك، فإنك لا تدري ما اسمك غدا.
(4) وحدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي السفر عن عبد الله بن عمرو قال: مر علي رسول الله (ص) ونحن نصلح خصا لنا فقال: (ما هذا؟ قلت، خص لنا وها نصلحه، فقال رسول الله (ص): (ما أرى الامر إلا أعجل من ذلك).
(5) حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: سمعت مستوردا أخا بني فهر يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: (والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر بم يرجع).

(6 / 1) [المدنيين]: أهل المدينة وفي الأصل المدينين والصواب ما أثبتناه.
(6 / 2) قال: استراح وقت القيلولة. أي أنه كالمسافر يعبر بالشئ ولا يقيم عنده وهذه حال الاحياء وإن تعلق البعض بالدنيا إلا أنه سيغادرها شاء أم أبي لان الموت حق على جميع المخلوقات.
(6 / 3) لا تدري ما اسمك غدا: أي لا تدري هل اسمك بين الاحياء أم بين الأموات.
(6 / 4) أي أن الموت أقرب للانسان مما يتوهم ويظن.
(6 / 5) ولو جمع الماء الذي رجع به على إصبعه كله لما جاوز قطرة والحياة الدنيا ليست أكثر من قطرة في محيط الآخرة العظيم لان الدنيا مهما طالت فهي إلى انقضاء أما الآخرة فخلود لا آخر له فإما جنة وثواب لا نهاية له وإما عذاب وجحيم لا نهاية له.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست