الثقفي قال: قالت عائشة: لان أكون جلست عن مسيري كان أحب إلي من أن يكون لي عشرة من رسول الله مثل ولد الحارث بن هشام.
(56) حدثنا عفان قال: حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عبيد بن نضلة عن سليمان بن صرد قال: أتيت عليا يوم الجمل وعنده الحسن وبعض أصحابه، فقال علي حين رآني: يا ابن صرد! تنأنأت وترجرجت وتربصت، كيف ترى الله صنع، قد أغنى الله عنك، قلت: يا أمير المؤمنين! إن السوط يطين وقد بقي من الأمور ما تعرف فيها عدوك من صديقك، قال: فلما قام الحسن لقيته فقلت: ما أراك أغنيت عني شيئا ولا عذرتني عند الرجل، وقد كنت حريصا على أن تشهد معه، قال:
هذا يلومك على ما يلومك وقد قال لي يوم الجمل: مشى الناس بعضهم إلى بعض، يا حسن! ثكلتك أمك - أو هبلتك أمك - ما ظنك بأمري، جمع بين هذين الغارين، والله ما أرى بعد هذا خيرا، قال: فقلت: اسكت، لا يسمعك أصحابك، فيقولوا: شككت، فيقتلونك.
(57) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن الحسن قال: جاء رجل إلى الزبير يوم الجمل فقال: أقتل لك عليا؟ قال: وكيف، قال: آتيه فأخبره أني معه، ثم أفتك به، فقال الزبير:
سمعت رسول الله (ص) يقول: (الايمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن).
(58) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه، فقال: إنه لا يقتل إلا ظالم أو مظلوم، وإني لأراني سأقتل اليوم مظلوما، وإن أكبر همي لديني، أفترى ديننا يبقي من مالنا شيئا؟ ثم قال: يا بني! بع مالنا واقض ديننا، وأوصيك بالثلث - وثلثيه لبنيه - فإن فضل شئ من مالنا بعد قضاء الدين فثلثه لولدك، قال عبد الله بن الزبير: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا نبي! إن عجزت عن شئ منه فاستعن عليه مولاي، قال: فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت! من مولاك؟ قال: الله، قال: والله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير! إقض عنه دينه، فيقضيه، قال: وقتل الزبير فلم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغاية وإحدى عشرة دارا بالمدينة، ودارين بالبصرة، ودارا بالكوفة، ودارا بمصر، قال: وإنما كان دينه الذي كان عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه، فيقول الزبير: لا ولكنه سلف، إني أخشى عليه ضيعة، وما ولي ولاية قط