حلقة إلا فروا منه حتى انتهى إلى الحقة التي كنت فيها، فثبت وفروا، فقلت: من أنت؟
فقال: أبو ذر صاحب رسول الله، فقلت: ما يفر الناس منك؟ فقال: إني أنهاهم عن الكنوز، فقلت: إن أعطياتنا قد بلغت وارتفعت فتخاف علينا منها؟ قال: أما اليوم فلا، ولكنها يوشك أن تكون أثمان دينكم فدعوهم وإياها.
(19) كلام عمران بن حصين رضي الله عنه (1) أبو أسامة عن الجريري عن يزيد عن أخيه عن مطرف قال: قال لي عمران بن حصين: إني أحدثك حديثا لعل الله أن ينفعك به بعد اليوم، اعلم أن خيار العباد عند الله الحمادون.
(2) وكيع عن أبي الأشهب عن الحسن قال: ابتلي عمران بن الحصين ببلاء كان ويولد منه، قال: يولد منه، قال: فقال له: بعض من يأتيه: إنه ليمنعني من إتيانك ما نرى منك، قال: فلا تفعل فوالله إن أحبه إلى أحبه إلى الله.
(20) كلام معاذ بن جبل رضي الله عنه (1) عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث عن عدي عن الصنابحي عن معاذ قال: لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن جسده فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه كيف عمل فيه.
(2) أبو أسامة عن ابن عون عن محمد قال: جاء رجل معاذ بن جبل معه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه ويوصونه فقال له معاذ: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حفظت ما قال لك أصحابك: إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا فإنه يأتي بك أو يمر بك على نصيبك من الدنيا فينتظمه لك انتظاما فيزول معك أينما زلت.