وسددوا، فإن الله لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتي الله بقوم لا يدفعون عن أنفسهم بشئ).
(40) حديث عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي (1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: بعثنا رسول الله (ص) في سرية إلى [إن] أضم، قال: فلقينا عامر بن الأضبط، قال: فحيا بتحية الاسلام، فنزعنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله، فلما قتله سلبه بعيرا له ومتيعا كان له، فلما قدمنا جئنا بشأنه إلى رسول الله (ص) فأخبرناه بأمره فنزلت هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا) * الآية، قال ابن إسحاق: فأخبرني محمد بن جعفر عن زيد بن ضميرة قال: حدثني أبي وعمي وكانا شهدا حنينا مع رسول الله (ص) قالا: صلى رسول الله (ص) الظهر، ثم جلس تحت شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس وهو سيد خندف، يرد عن أم محلم، وقام عيينة بن حصن يطلب بدم عامر بن الأضبط القيسي وكان أشجعيا، قال: فسمعت عيينة بن حصن يقول:
لأذيقن نساءه من الحزن مثل ما أذاق نسائي، فقال النبي (ص): (تقبلون الدية؟ فأبوا، فقام رجل من بني ليث يقال: له مكتيل فقال: والله يا رسول الله! ما شبهت هذا القتيل في عزة الاسلام إلا كغنم وردت فرميت فنفر آخرها، أسير اليوم وعير غدا، قال: فقال النبي (ص) بيديه: لكم خمسون في سفرنا هذا، وخمسون إذا رجعنا)، قال: فقبلوا الدية، قال: فقالوا: ائتوا بصاحبكم يستغفر له رسول الله (ص)، قال: فجئ به فوصلت حليته وعليه حلة قد تهيأ فيها للقتل حتى أجلس بين يدي النبي (ص) فقال: (ما أسمك؟ قال:
محلم بن جثامة، فقال النبي (ص) بيديه ووصف أنه رفعهما، اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة)، قال: فتحدثنا بيننا أنه إنما أظهر هذا، وقد استغفر له في السر، قال ابن إسحاق: فأخبرني عمرو بن عبيد عن الحسن قال: قال له رسول الله (ص): (أمنته بالله ثم قتلته)، فوالله ما مكث إلا سبعا حتى مات محلم، قال: فسمعت الحسن يحلف بالله: لدفن ثلاث مرات كل ذلك تلفظه الأرض، قال: فجعلوه بين سدي جبل ورصوا عليه من الحجارة، فأكلته السباع فذكروا أمره لرسول الله (ص) فقال: (أما والله! إن الأرض لتطبق على من هو شر منه، ولكن الله أراد أن يخبركم بحرمتكم فيما بينكم).