أن يكون هاديا لغيره لأنه يوقع الخلق في الضلالة من حيث لا يشعر وهم الصديق والفاروق وذو النورين وأبو تراب على المرتضى رضي الله عنهم أجمعين لأنهم لما كانوا أفضل الصحابة وواظبوا على استمطار الرحمة من الصحابة النبوية وخصهم الله بالمراتب العلية والمناقب السنية ووطنوا أنفسهم عل مشاق الأسفار ومجاهدة القتال مع الكفار أنعم الله عليهم بمنصب الخلافة العظمى والتصدي إلى الرياسة الكبرى شاعة أحكام الدين وإعلاء أعلام الشرع المتين رفعا لدرجاتهم وازديادا لمثوباتهم انتهى (عضوا) بفتح العين (عليها) أي على السنة (بالنواجذ) جمع ناجذة بالذال المعجمة وهي الضرس الأخير وقيل هو مرادف السن وقيل هو الناب قال الماوردي إذ تكاملت الأسنان فهي ثنتان وثلاثون منها أربعة ثنايا وهي أوائل ما يبدو للناظر من مقدم الفم ثم أربع رباعيات ثم أربع أنياب ثم أربع ضواحك ثم اثنا عشر أضراس وهي الطواحن ثم أربع نواجذ وهي أواخر الأسنان كذا نقله الأبهري والصحيح أن الأضراس عشرون شاملة للضواحك والطواحن والنواجذ والله أعلم والعض كناية عن شدة ملازمة السنة والتمسك بها فإن من أراد أن يأخذ شيئا أخذا شديدا يأخذ بأسنانه أو المحافظة على الوصية بالصبر على مقاساة الشدائد كمن أصابه ألم لا يريد أن يظهره فيشتد بأسنانه بعضها على بعض قوله (هذا حديث حسن صحيح) وأخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجة وسكت عنه أبو داود ونقل المنذري تصحيح الترمذي وأقره وقال والخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر فخص اثنين وقال فإن لم تجدني فأتى أبا بكر فخصه فإذا قال أحدهم وخالفه فيه غيره من الصحابة كان المصير إلى قوله أولى والمحدث على قسمين محدث ليس له أصل إلا الشهرة والعمل بالإرادة فهذا باطل وما كان على قواعد الأصول أو مردودا إليها فليس ببدعة ولا ضلالة انتهى كلام المنذري قوله (حدثنا بذلك الحسن بن علي الخلال وغير واحد قالوا أخبرنا أبو عاصم عن ثور بن يزيد الخ) ورواه ابن ماجة عن يحيى بن حكيم حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي
(٣٦٨)