فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فقال عثمان اما أن أخرج فأقاتلهم فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء واما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا إياه واما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعا من المغيرة. قلت ولهذا الحديث طرق في فضل مكة في الحج (1). وعن النعمان بن بشير قال مات رجل منها يقال له خارجة بن زيد فسجيناه (2) بثوب وقمت أصلي إذ سمعت ضوضاء فانصرفت فإذا أنا به يتحرك فقال أجلد القوم أوسطهم عبد الله عمر أمير المؤمنين القوى في أمره القوى في أمر الله عز وجل عثمان بن عفان أمير المؤمنين العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة خلت ليلتان وبقيت أربع واختلف الناس ولا نظام لهم يا أيها الناس اقبلوا على إمامكم واسمعوا وأطيعوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن رواحة ثم قال وما فعل زيد بن خارجة يعني أباه ثم قال أخذت بئر أريس ظلما ثم هدأ الصوت. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدمت له طرق في كتاب الخلافة (3). وعن عبد الله بن رافع عن أمة قال خرجت الصعبة بنت الحضرمي فسمعناها تقول لأبيها طلحة بن عبيد الله إن عثمان قد اشتد حصره فلو كلمت فيه حتى يرفه عنه قال وطلحة يغسل أحد شقي رأسه فلم يجبها فأدخلت يديها في كم درعها فأخرجت ثدييها وقالت أسئلك بما حملتك وأرضعتك إلا فعلت فقام ولوى شق شعر رأسه حتى عقده وهو مغسول ثم خرج حتى أتى عليا وهو جالس في جنب داره فقال طلحة ومعه أمه وأم عبد الله بن رافع لو رفعت الناس عن هذا فقد اشتد حصره قال فنقر بقدح في يده ثلاث مرات ثم رفع رأسه فقال والله ما أحب من هذا شيئا يكرهه. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم، والظاهر أن هذا ضعيف لان عليا لم يكن بالمدينة حين حصر عثمان ولا شهد قتله. وعن محمد بن سيرين أن محمد بن
(٢٣٠)