وفى رواية كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر من أسفاره فنزل الناس منزلا ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل دومة (1) فرآني مقبلا من حاجة لي وليس غيري وغير كاتبه وقال فيه فإذا في صدر الكتاب أبو بكر وعمر وقال فيه أصنع ماذا يا رسول الله قال عليك بالشام، وقال فيه فلا أدرى كيف قال في الآخرة ولئن علمت كيف قال في الآخرة أحب إلى من كذا كذا. رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما رجال الصحيح. وعن شقيق قال لقى عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد مالي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان قال أبلغه عنى أنى لم أفر يوم عينين - قال عاصم يوم أحد - ولم أتخلف عن بدر ولم أترك سنة عمر قال فانطلق فخبر بذلك عثمان قال فقال أما قوله إني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب قد عفا الله عنه فقال (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم) وأما قوله إني تخلفت يوم بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم يسهم فقد شهد وأما قوله إني لم أترك سنة عمر فإني لا أطيقها أنا ولا هو فائته فحدثه بذلك. رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني باختصار والبزار بطوله بنحوه وفيه عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
وعن سعيد بن المسيب قال كان لعثمان آذن فكان يخرج بين يديه إلى الصلاة قال فخرج يوما فصلى والآذن بين يديه ثم جاء فجلس الآذن ناحية ولف رداءه فوضعه تحت رأسه واضطجع ووضع الدرة بين يدية فأقبل علي في إزار ورداء وبيده عصا فلما رآه الآذن من بعيد قال هذا علي قد أقبل فجلس عثمان فأخذ عليه رداءه فجاء حتى قام على رأسه فقال اشتريت ضيعة آل فلان ولوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائها حق أما إني قد علمت أنه لا يشتريها غيرك فقام عثمان وجرى بينهما كلام حتى ألقى الله عز وجل وجاء العباس فدخل بينهما ورفع عثمان على علي الدرة ورفع علي على عثمان فجعل العباس يسكنهما ويقول لعلى أمير المؤمنين ويقول