ويبلغ الخبر إلى ولي الله تعالى، فيخرج من قرية من قرى جرش، في ثلاثين رجلا، فيبلغ المؤمنين خروجه، فيأتونه من كل أرض، يحنون إليه كما تحن الناقة إلى فصيلها، فيجئ فيدخل مكة، وتقام الصلاة، فيقولون: تقدم يا ولي الله. فيقول: لا أفعل، أنتم الذين نكثتم وغدرتم.
فيصلي بهم رجل، ثم يتداعون عليه بالبيعة تداعي الإبل الهيم يوم ورودها حياضها، فيبايعونه.
فإذا فرغ من البيعة تبعه الناس، ثم يبعث خيلا إلى المدينة، عليهم رجل من أهل بيته ليقاتل الزهري، فيقتل من كلا الفريقين مقتلة عظيمة، ثم يرزق الله تعالى وليه الظفر فيقتل الزهري، ويقتل أصحابه، فالخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ولو بعقال.
فإذا بلغ الخبر السفياني خرج من الكوفة في سبعين ألفا، حتى إذا بلغ البيداء عسكر بها، وهو يريد قتال ولي الله، وخراب بيت الله، فبينما هم كذلك بالبيداء إذ نفر فرس لرجل من العسكر، فخرج الرجل في طلبه، وبعث الله إليه جبريل فضرب الأرض برجله ضربة، فيخسف الله تعالى بالسفياني وأصحابه ويرجع الرجل يقود فرسه، فيستقبله جبريل عليه السلام، فيقول: ما هذه الضجة في العسكر؟ فيضربه جبريل عليه السلام بجناحه، فيحول وجهه مكان القفا، ثم يمشي القهقرى.
فهذه الآية نزلت فيهم: " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت " فلا يفوتون " وأخذوا من مكان قريب " يقول من تحت أقدامهم "] * 1802 - المصادر:
*: عقد الدرر: ص 76 ب 4 ف 2 - وذكر الإمام أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقري في تفسيره قال: - * * *