[(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين)] (الأعراف - 172).
أن الميثاق أخذ على الأنبياء بالمهدي عليه السلام [1544 - (الإمام الباقر عليه السلام) " إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق، خلق ماء عذبا وماء مالحا أجاجا، فامتزج الماءان، فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا، فقال لأصحاب اليمين وهم فيهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب الشمال يدبون: إلى النار ولا أبالي، ثم قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.
قال: ثم أخذ الميثاق على النبيين، فقال: ألست بربكم ثم قال وإن هذا محمد رسولي، وإن هذا علي أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولي العزم ألا إني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي، وإن المهدي أنتصر به لديني، وأظهر به دولتي، وأنتقم به من أعدائي، وأعبد به طوعا وكرها.
قالوا: أقررنا وشهدنا يا رب. ولم يجحد آدم ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي، ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به. وهو قوله عز وجل: * (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) *.
قال: إنما يعني فترك ثم أمر نارا فأججت، فقال لأصحاب الشمال:
ادخلوها فهابوها، وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها، فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والمعصية