وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قد غم أهله وأحزن ولده بذلك فقال أمير المؤمنين عليه السلام على بعاصم بن زياد فجيئ به فلما رآه عبس في وجهه فقال له اما استحييت من أهلك أما رحمت ولدك أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها أنت أهون على الله من ذلك أو ليس الله يقول (والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام) أو ليس [الله - خ] يقول (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) إلى قوله (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب اليه من ابتذالها بالمقال وقد قال الله عز وجل " وأما بنعمة ربك فحدث " فقال عاصم يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفى ملبسك على الخشونة فقال ويحك ان الله عز وجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره فألقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.
(2) نهج البلاغة 653 ج 2 - ومن كلام له عليه السلام بالبصرة وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي وهو من أصحابه يعوده فلما رأى سعة داره قال ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة تقرئ فيها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق مطالعها فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة فقال له العلاء يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد قال وماله قال لبس العباءة وتخلى من الدنيا قال على به فلما جاء قال يا عدى نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك وولدك أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها أنت أهون على الله من ذلك قال يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك قال ويحك