ممن لا يرجو لله وقارا ومن حقت عليه كلمة العذاب فإن الله بالمرصاد وإن دنياك ستدبر عنك وستعود حسرة عليك فانتبه من الغي والضلال على كبر سنك وفناء عمرك فإن حالك اليوم كحال الثوب المهيل الذي لا يصلح من جانب الا فسد من اخر وقد ازديت جيلا من الناس كثيرا خدعتهم بغيك وألقيتهم في موج بحرك تغشاهم الظلمات وتتلاطم بهم الشبهات فحاروا من وجهتهم ونكصوا على أعقابهم وتولوا على أدبارهم وعولوا على احسابهم الا من فاء من أهل البصائر فإنهم فارقوك بعد معرفتك وهربوا إلى الله من موازرتك إذ حملتهم على الصعب وعدلت بهم عن القصد فاتق الله يا معاوية في نفسك وجاذب الشيطان قيادك فإن الدنيا منقطعة عنك والآخرة قريب منك والسلام أقول لقد روى الرضي رضي الله عنه وارضاه في النهج هذا الكتاب من قوله وأرديت جيلا إلى آخر الكتاب قوله عليه السلام ومن رأى عطف على قوله من كانت أي السعيد من رأى الدنيا بعينها أي يعرفها بحقيقتها أو يراها بالعين التي بها تعرف وهي عين البصرة ويعلم ما هي عليه من التغير والزوال
(٥١)