ينبغي لمن كان له عقل أن يجهل قدره ولا أن يعدو طوره ولا أن يشقى نفسه بالتماس ما ليس له ثم إن أولى الناس بأمر هذه الأمة قديما وحديثا أقربها من رسول الله صلى الله عليه وآله واعلمها بالكتاب وأفقهها في الدين وأولها اسلاما وأفضلها جهادا وأشدها بما تحمله الرعية من أمورها اضطلاعا فاتقوا الله الذي إليه ترجعون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون واعلموا أن خيار عباد الله الذين يعملون بما يعطون وأن شرارهم الجهال الذين ينازعون بالجهل أهل العلم فإن للعالم بعلمه فضلا وإن الجاهل لن يزداد بمنازعة العالم إلا جهلا الا وإني أدعوكم إلى كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وآله وحقن دماء هذه الأمة لن تزدادوا من الله إلا بعدا فان قبلتم أصبتم رشدكم واهتديتم لحظكم وإن أبيتم إلا الفرقة وشق عصا هذه الأمة لن تزدادوا من الله إلا بعدا ولن يزداد الرب عليكم الا سخطا والسلام
(٢٦)