واعلموا انه لا يستوى امام الهدى وامام الردى ووصى النبي و عدوه اني لا أخاف عليكم مؤمنا ولا مشركا إما المؤمن فيمنعه الله بايمانه واما المشرك فيحجزه الله عنكم بشركه ولكني أخاف عليكم المنافق يقول ما تعرفون ويعمل بما تنكروه يا محمد بن أبي بكر اعلم أن أفضل الفقه الورع في دين الله والعمل بطاعته واني أوصيك بتقوى الله في سر امرك وعلانيتك وعلى أي حال كنت عليه الدنيا دار بلاء ودار فناء والآخرة دار الجزاء ودار البقاء فاعمل لما يبقى واعدل عما يفنى ولا تنس نصيبك من الدنيا أوصيك بسبع هن من جوامع الاسلام تخش الله عز وجل ولا تخش الناس في الله وخير القول ما صدقه العمل ولا تقض في أمر واحد بقضائين مختلفين فيختلف أمرك وتزيغ عن الحق وأحب لعامة رعيتك ما تحب لنفسك وأهل بيتك وأكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك فان ذلك أوجب للحجة وأصلح للرعية خفض الغمرات إلى الحق ولا تخف في الله لومة لائم وافصح المرء إذا
(١٠٨)