البعير في الطاحونة إما والله لو اذن لي بما ليس لكم به علم لحصدت رءوسكم عن أجسادكم كحب الحصيد بقواضب من حديد ولفلقت من جماجم شجعانكم ما اقرح به اماقكم وأوحش به مجالكم فإنه مذ عرفتموني مردى العساكر ومفنى الجحافل ومبيد خضراءكم ومخمل ضوضاءكم وجرار الدواوين إذ أنتم في بيوتكم معتكفون واني لصاحبكم بالأمس لعمر أبي وأمي لن تحبوا أن تكون فينا الخلافة والنبوة وأنتم تذكرون احقاد بدر وثارات أحد إما والله لو قلت ما سبق من الله فيكم لتداخلت أضالعكم في أجوافكم كتداخل أسنان دوارة الرحى فان نطقت تقولون حسد وان سكت يقال ابن أبي طالب جزع من الموت هيهات هيهات ان الساعة يقال لي هذا وأنا الموت المميت وخواض المنيات في جوف ليل حالك حامل السيفين الثقيلين والرمحين الطويلين ومكسر الرايات في غطامط الغمرات ومفرج الكربات عن وجه خير البريات أيهنوا فوالله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل إلى محالب
(١١٥)