منهجية تحقيق الكتاب:
إن كتاب المنتهى هو من أجمع الكتب الفقهية المقارنة، وأضخمها في بابها، وأكثر جمعا، وأغزرها علما، وأحسنها تفصيلا وتفريعا، وأجودها تقسيما وتنويعا. قد حوى جل أمهات المسائل الخلافية في الفقه داخل المذهب وخارجه فكان حقيقا بأن يسمى: " منتهي المطلب. " وقد أشار العلامة نفسه إلى أهميته وعظمته علميا في تقديمه له، وفي مواضع متعددة من بقية كتبه الأخرى. كما وأشاد بفضله جمع كثير من علمائنا المتأخرين، وجعلوه في عداد أفضل من كتب في هذا الباب على الإطلاق، لما جاء فيه من المقارنة العلمية، وروعة في الاستدلال الفقهي.
ولما كان " المنتهى " بما يمثله من عطاء فقهي زاخر، وتراث علمي جم. وإخراجه محققا، مصححا بالشكل الذي يتناسب ومستواه يحتاج إلى جهود جادة وطاقات مخلصة. كان أن سعى الإخوة المحققون في قسم الفقه في مجمع البحوث الإسلامية بكل ما أوتوا من عزم وهمة إلى تفجير طاقاتهم، وصب جهودهم بشكل جدي ومتواصل. من أجل إخراج هذا السفر الجليل بكيفية تناسب محتواه العلمي، آخذين بنظر الاعتبار وعاملين وفق أحدث القواعد العلمية والفنية في موضوع تحقيق وتصحيح التراث الإسلامي الخالد.
فكان أن شمر هؤلاء بأجمعهم عن ساعد الجد وتوزعوا إلى ست لجان تحقيقية، كل حسب اختصاصه العلمي والثقافي، كما يلي:
1 لجنة المقابلة، وعملها مقابلة النسخ المخطوطة الآنفة الذكر مع بعضا الآخر، وضبط الاختلافات الواقعة بينها، وتثبيتها على حدة.
2 لجنة التخريجات، وعملها تخريج الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة الواردة عن طريق الجمهور، والأحاديث والروايات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وكذا تخريج الأقوال الفقهية التي أوردها المصنف واستدل بها أو ناقشها أثناء بحثه وخوضه في مسائل الكتاب، وإرجاعها إلى مصادرها الأصلية، والإشارة إلى ذلك في الهامش.
3 لجنة الترجمة، وعملها ترجمة جميع الأعلام والرواة على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم الوارد ذكرهم في الكتاب، مع ترجمة مختلف المدارس الفقهية والطوائف والفرق الإسلامية.
4 لجنة تقويم النص وعملها تقطيع النص وتوزيع فقراته بحسب عناوينه ومعنوناته، وجمله حسب ما تقتضيه العبارة، مع ملاحظة جميع الاختلافات الواردة بين النسخ الخطية والنسخة