كشاف القناع - البهوتي - ج ٢ - الصفحة ١٩٠
(وجاءت الأخبار الصحيحة بتعذيب الميت بالنياحة والبكاء عليه) فحمله ابن حامد على من أوصى به. لأن عادة العرب الوصية بفعله فخرج على عادتهم. وفي شرح مسلم: وهو قول الجمهور. وهو ضعيف فإن سياق الخبر يخالفه، وحمله الأثرم على من وصى به حين يموت. وقال في التلخيص: يتأذى بذلك إن لم يوص بتركه. كما كان السلف يوصون.
ولم يعتبر كون النياحة عادة أهله. واختار صاحب المحرر أن من هو عادة أهله ولم يوص بتركه عذب، لأنه متى ظن وقوعه ولم يوص، فقد رضي ولم ينه مع قدرته. وقال ابن القيم في كتاب الروح: يتألم من ذلك ويتوجه مع لا أنه يعاقب بذنب الحي. * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * وهذا كقوله (ص): السفر قطعة من العذاب، فالعذاب أعم من العقوبة وهو اختيار الشيخ تقي الدين. وأنكرت عائشة حمل ذلك على ظاهره. ووافقها ابن عباس. وقالت: والله ما حدث رسول الله (ص) إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه.
ولكن رسول الله (ص) قال: إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه. وقالت لما بلغها رواية عمر وابنه في ذلك: إنكم لتحدثون عنه غير كاذبين ولا متهمين، ولكن السمع يخطئ.
وقالت: حسبكم القرآن: * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) *. (وما هيج المصيبة من وعظ أو إنشاد شعر. فمن النياحة). قاله الشيخ تقي الدين ومعناه لابن عقيل في الفنون فإنه لما توفي ابنه عقيل قرأ قارئ: * (يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين) *. فبكى ابن عقيل. وبكى الناس. فقال للقارئ: يا هذا إن كان لتهيج الحزن فهو نياحة بالقرآن، ولم ينزل للنوح، بل لتسكين الأحزان.
فائدة: قال المصنف في الحاشية، مذهب أهل السنة: أن الروح هي النفس الناطقة المستعدة للبيان. وفهم الخطاب. ولا تفنى بفناء الجسد، وأنه جوهر لا عرض اه‍. وتجتمع أرواح الموتى فينزل الأعلى إلى الأدنى لا العكس. قاله في الاختيارات، قال: ومذهب سلف الأمة وأئمتها: أن العذاب أو النعيم يحصل لروح الميت وبدنه، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة. وأيضا تتصل بالبدن أحيانا فيحصل له معها النعيم أو العذاب.
ولأهل السنة قول آخر: إن النعيم والعذاب يكون للبدن دون الروح اه‍. وقال ابن عقيل وابن الجوزي: هو واقع على الروح فقط. وقال ابن الجوزي أيضا: من الجائز أن يجعل الله للبدن تعلقا بالروح، فتعذب في القبر، ويسمع الميت الكلام، بدليل حديث السلام على
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فصل في صلاة الخوف 9
2 فصل وإذا اشتد الخوف صلوا وجوبا ولا يؤخرونها رجالا وركبانا 18
3 باب صلاة الجمعة 21
4 فصل يشترط لصحتها (أي الجمعة) 26
5 فصل ويسن أن يخطب على منبر 36
6 فصل وصلاة الجمعة ركعتان 40
7 فصل يسن أن يغتسل للجمعة 45
8 باب صلاة العيدين 55
9 باب صلاة الكسوف 68
10 باب صلاة الاستسقاء 75
11 (كتاب الجنائز) فصل في غسل الميت وما يتعلق به 100
12 فصل وإذا أخذ 106
13 فصل ويحرم غسل شهيد المعركة المقتول بأيديهم 115
14 فصل في الكفن 122
15 فصل في الصلاة على الميت 129
16 فصل 144
17 فصل حمله ودفنه: من فرض الكفاية 148
18 فصل في دفن الميت 154
19 فصل ويستحب رفع القبر عن الأرض 161
20 فصل يسن لذكور زيارة قبر 174
21 فصل ويستحب تعزية أهل المصيبة بالميت 185
22 (كتاب الزكاة) باب زكاة بهيمة الأنعام 211
23 فصل النوع الثاني: البقر 220
24 فصل النوع الثالث: الغنم. ولا زكاة فيها حتى تبلغ أربعين 223
25 فصل الخلطة 225
26 باب زكاة الخارج من الأرض 234
27 فصل ويعتبر لوجوبها 237
28 فصل ويجب العشر 240
29 فصل ويسن أن يبعث الامام ساعيا خارصا 247
30 فصل وفي العسل العشر 254
31 فصل في المعدن أي في بيان حكمه من حيث الزكاة 256
32 فصل ويجب في الركاز الخمس 260
33 باب زكاة الذهب والفضة 263
34 فصل ولا زكاة في حلي مباح لرجل وامرأة 269
35 باب زكاة عروض التجارة 276
36 باب زكاة الفطر فصل والواجب فيها أي الفطرة 283
37 باب إخراج الزكاة وما يتعلق به من حكم النقل، والتعجيل ونحوه 294
38 فصل ولا يجزي إخراجها إلا بنية 299
39 فصل ويجوز تعجيل الزكاة 305
40 باب ذكر أهل الزكاة 312
41 وما يتعلق بذلك من بيان شروطهم 312
42 وقدر ما يعطاه كل واحد منهم، وصدقة التطوع 312
43 فصل ولا يجوز دفعها أي الزكاة إلى كافر 333
44 فصل وصدقة التطوع مستحبة كل وقت إجماعا 340
45 (كتاب الصيام) فصل ولا يجب الصوم 355
46 فصل ولا يصح صوم إلا بنية 362
47 باب ما يفسد الصيام 366
48 فصل فيما يوجب الكفارة 373
49 باب ما يكره في الصوم 379
50 فصل يسن تعجيل الافطار إذا تحقق الغروب 382
51 فصل من فاته صوم رمضان كله تاما كان 385
52 باب صوم التطوع وما يكره منه، وذكر ليلة القدر وما يتعلق بذلك 389
53 فصل وليلة القدر شريفة معظمة ترجى إجابة الدعاء فيها 399
54 باب الاعتكاف وأحكام المساجد 402
55 فصل من لزمه تتابع اعتكاف 412
56 فصل في أحكام المساجد 422
57 (كتاب الحج) فصل الشرط الخامس 449
58 فصل ويشترط لوجوب الحج على المرأة، شابة كانت أو عجوزا 457
59 فصل ومن أراد الحج فليبادر 463
60 باب المواقيت 464
61 فصل ولا يجوز لمن أراد دخول مكة 467
62 باب الاحرام والتلبية وما يتعلق بهما 471
63 فصل وهو أي مريد الاحرام 475
64 فصل ومن أحرم مطلقا بأن نوى نفس الاحرام أي الدخول في النسك 483
65 فصل والتلبية سنة 486
66 باب محظورات الاحرام 489
67 فصل الثالث تغطية الرأس 492
68 فصل الرابع لبس الذكر المخيط قل أو كثر في بدنه أو بعضه 494
69 فصل الخامس الطيب 498
70 فصل السادس قتل صيد البر المأكول وذبحه 501
71 فصل السابع عقد النكاح 512
72 فصل الثامن الجماع في فرج أصلي 515
73 فصل التاسع المباشرة فيما دون الفرج 519
74 فصل والمرأة إحرامها في وجهها، فيحرم 520
75 باب الفدية 524
76 فصل الضرب الثاني من أضرب الفدية 526
77 فصل الضرب الثالث من أضرب الفدية 529
78 فصل وإن كرر محظورا من جنس غير قتل صيد 531
79 فصل وكل هدي أو إطعام يتعلق بحرم أو إحرام 534
80 باب جزاء الصيد على طريق التفصيل 537
81 فصل الضرب الثاني ما لا مثل له من النعم 541
82 باب صيد الحرمين، ونبتهما 543
83 فصل ويحرم قطع شجر الحرم المكي 545
84 فصل ويحرم صيد المدينة 549
85 باب دخول مكة وما يتعلق به من الطواف والسعي وغيره 552
86 فصل ويشترط لصحة الطواف ثلاثة عشر شيئا 564
87 باب صفة الحج والعمرة وما يتعلق بذلك 569
88 فصل ثم يدفع بعد غروب من عرفة 576
89 فصل ثم يدفع قبل طلوع الشمس إلى منى 578
90 فصل ويحصل التحلل الأول باثنين من ثلاثة: رمى لجمرة العقبة 585
91 فصل ثم يرجع من أفاض إلى مكة بعد الطواف والسعي 590
92 فصل فإذا أراد الخروج من مكة 595
93 فصل وإذا فرغ من الحج استحب له زيارة النبي صلى الله عليه وسلم 598
94 فصل في صفة العمرة وما يتعلق بذلك 602
95 فصل أركان الحج أربعة 604
96 باب الفوات والاحصار 606
97 باب الهدي، والأضاحي، والعقيقة وما يتعلق بها 614