فالأحاديث فيه مشهورة واما قوله صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " فرواه البخاري من رواية مالك بن الحويرث فان قال الله أكبر انعقدت صلاته بالاجماع فان قال الله الأكبر انعقدت على المذهب الصحيح وبه قطع الجمهور وحكى القاضي أبو الطيب وصاحب التتمة وغيرهما قولان انه لا تنعقد به الصلاة وهو مذهب مالك واحمد وداود قال الشافعي والأصحاب ويتعين لفظ التكبيرة ولا يجزئ ما قرب منها كقوله الرحمن أكبر والله أعظم والله كبير والرب أكبر وغيرها وحكي ابن كج والرافعي وجها انه يجزيه الرحمن أكبر أو الرحيم أكبر وهذا شاذ ضعيف واما إذا كبر وزاد مالا يغيره فقال الله أكبر واجل وأعظم والله أكبر كبيرا والله أكبر من كل شئ فيجزيه بلا خلاف لأنه أتى بالتكبير وزاد مالا يغيره ولو قال الله الجليل أكبر أجزأه على أصح الوجهين ويجريان فيما لو أدخل بين لفظتي التكبير لفظة أخرى من صفات الله بشرط أن لا يطول كقوله الله عز وجل أكبر فان طال كقوله الله الذي لا له الا هو الملك القدوس أكبر لم يجزئه بلا خلاف لخروجه عن اسم التكبير ويجب الاحتراز في التكبير عن الوقفة بين كلمتيه وعن زيادة تغير المعنى فان وقف أو قال الله أكبر بمد همزة الله أو بهمزتين أو قال الله اكبار أو زاد واوا ساكنة أو متحركة بين الكلمتين لم يصح تكبيره قال الشيخ أبو محمد الجويني في التبصرة ولا يجوز المد الا على الألف التي بين اللام والهاء ولا يخرجها بالمد عن حد الاقتصاد للافراط وإذا قال أصلي الظهر مأموما أو اماما الله أكبر فليقطع الهمزة من قوله الله الكبر ويخففها فلو وصلها فهو خلاف الأولي ولكن تصح صلاته وممن صرح به (1) * قال المصنف رحمه لله * * (فان قال أكبر الله ففيه وجهان أحدهما يجزيه كما لو قال عليكم السلام في آخر الصلاة والثاني لا يجزيه وهو ظاهر قوله في الأم لأنه ترك الترتيب في الذكر فهو كما لو قدم آية على آية وهذا يبطل بالتشهد والسلام) * * * (الشرح) * إذا قال أكبر الله أو الأكبر الله نص الشافعي أنه لا يجزيه ونص انه لو قال في آخر الصلاة عليكم السلام يجزيه فقيل فيهما قولان بالنقل والتخريج وقال الجمهور يجزيه في السلام لأنه يسمى تسليما وهو كلام منتظم موجود في كلام العرب وغيرهم معتاد ولا يجزيه في التكبير لأنه لا يسمى تكبيرا وقيل يجزيه في قوله الأكبر الله دون أكبر الله والفرق ظاهر وحكى امام الحرمين هذا عن والده أبى محمد ثم قال وهذا زلل غير لائق بتميزه في علم اللسان وصحح القاضي
(٢٩٢)