في الكتاب انه غير ثابت عند أهل النقل وكذا قال البغوي في شرح السنة في اسناده مقال وقال الترمذي لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه واتفق أصحابنا في كتب المذهب على تضعيفه وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يسلم تسليمة واحدة " رواه البيهقي وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه " وعن سلمة بن الأكوع قال رأيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم " صلي يسلم تسليمة واحدة " رواهما بن ماجة والجواب من وجوه (أحدها) أنها ضعيفة (الثاني) أنها لبيان الجواز وأحاديث التسليمتين لبيان الأكمل الأفضل ولهذا واظب عليها صلى الله عليه وسلم فكانت أشهر ورواتها أكثر (الثالث) أن في روايات التسليمتين زيادة من ثقات فوجب قبولها والله أعلم وأما الأحاديث الواردة فيما ينوى بالسلام (فمنها) حديث جابر بن سمرة السابق من رواية مسلم وعن علي رضي الله عنه قال " كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يصلى قبل العصر أربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين " رواه الترمذي في موضعين من كتابه وقال حديث حسن وفى رواية منه في مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله " على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين " وعن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال " أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نرد على الامام وإن يسلم بعضنا على بعض " رواه أبو داود والدارقطني والبيهقي وفى اسناد أبى داود سعيد بن بشير وهو مختلف في الاحتجاج به والأكثرون لا يحتجون به واسناد روايتي الدارقطني والبيهقي حسن واعتضدت طرق هذا الحديث فصار حسنا أو صحيحا * (فرع) في ألفاظ الكتاب (قوله) يسلم عن يساره - هو بفتح الياء ويجوز كسرها - لغتان سبق بيانهما مرات (قوله) لما روى عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه " حتى يرى بياض خده " - هو بضم الياء - (قوله) لما روى سمرة بن جندب - هو بضم الدال وفتحها - قيل ابن هلال أبو سعيد (وقيل) غير ذلك توفى في آخر خلافة معاوية (قوله) أبو عبد الله الختن - بالخاء المعجمة والتاء المثناة فوق المفتوحتين - يصفه بذلك لقربه من الامام الحافظ الفقيه أبى بكر الإسماعيلي ويقال له حسين أبى بكر الإسماعيلي ويقال الختن مطلقا كما ذكر المصنف هنا واسمه محمد بن الحسن الجرجاني وكان أحد أئمة أصحابنا في عصره مقدما في علم الأدب والقراءات ومعاني القرآن
(٤٨٠)