بعلبك كان لصنم الشمس وحران فإنها منسوبة إلى القمر، ويذكرون أن الكعبة وأصنامها كانت لهم وعبدتها كانوا من جملتهم وأن اللات كان باسم زحل، والعزى باسم الزهرة، ولهم أنبياء كثيرة أكثرهم فلاسفة يونان... ولهم صلوات ثلاث مكتوبات: أولها عند طلوع الشمس ثماني ركعات. والثانية قبل زوال الشمس عن وسط السماء خمس ركعات، والثالثة عند غروب الشمس خمس ركعات... ويصلون على طهر ووضوء، يغتسلون من الجنابة ولا يختتنون، وأكثر أحكامهم في المناكح والحدود مثل أحكام المسلمين، وفي التنجس عند مس الموتى وأمثال ذلك شبيهة بالتوراة ولهم قرابين متعلقة بالكواكب وأصنامها وهياكلها، وذبائح يتولاها كهنتهم وفاتنوهم...
وقد قيل: إن هؤلاء الحرانية ليسوا هم الصابئة بالحقيقة، بل هم المسمون في الكتب بالحنفاء والوثنية، فإن الصابئة هم الذين تخلفوا ببابل من جملة الأسباط الناهضة في أيام كورش وأيام أرطحشست إلى بيت المقدس ومالوا إلى شرائع المجوس فصبوا إلى دين بختنصر فذهبوا مذهبا ممتزجا من المجوسية واليهودية كالسامرة بالشام.
وقد يوجد أكثرهم بواسط وسواد العراق بناحية جعفر والجامدة ونهري الصلة منتمين إلى أنوش بن شيث ومخالفين للحرانية عائبين مذاهبهم لا يوافقونهم إلا في أشياء قليلة حتى إنهم يتوجهون في الصلاة إلى جهة القطب الشمالي، والحرانية إلى الجنوبي.
وزعم بعض أهل الكتاب أنه كان لمتوشالح ابن غير لمك تسمى صابئ وأن الصابئة سموا به... " (1) هذا.
ونقل هذا الكلام عن البيروني العلامة الطباطبائي " ره " في تفسير آية البقرة، فراجع. (2) 12 - وفي الآثار الباقية أيضا: