جعفر بن سعيد جميع ما صنفه وألفه ورواه وكنت في زمن قرائتي على شيخنا الفقيه نجيب الدين محمد بن نما أتردد إليه أواخر كل نهار وحفظت عليه كتابه المسمى ب " نهج الأصول إلى معرفة الأصول " وقرأت كتاب الجامع في الشرائع تصنيف الفقيه السعيد المعظم شيخ الشيعة في زمانه نجيب الدين أبي زكريا يحيى بن أحمد بن سعيد، عليه أجمع، وسمع بقرائتي جماعة منهم النقيب الطاهر العالم الزاهد جلال الدين محمد بن علي بن طاووس والفقيه جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي والوزير شرف الدين أبو القاسم على الوزير المعظم بن مؤيد الدين محمد بن العلقمي.
وقال صاحب الروضات بعد نقل هذه العبارة: يظهر منه أن الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد الذي هو ابن عم المحقق من غير واسطة لو لم يكن في زمانه بأشهر منه ومتقدما لدى الفضلاء لما كان بأنقص منه (1) إلى غير ذلك من جمل الإطراء وكلمات الثناء التي يطول المقام بذكرها ونقلها * * * تأليفات المؤلف.
قد ترك المؤلف ثروة علمية بين أبناء أمته نذكر منها ما يلي:
1 " الجامع للشرائع " وهو ثمرة غنية وناضجة من تلك الدوحة الفقهية (دوحة الفقه الإمامي) الذي سبق الحديث عن مميزاته وأسسه وقواعده وشيئ من تاريخ تكونه وتطوره وبعض أدواره ورجاله وأبطاله.
وقد مدحه بعض الفضلاء بقوله:
ليس في الناس فقيه * مثل يحيى بن سعيد صنف الجامع فقها * قد حوى كل شريد