بكل ذرة حسنة، فإذا استوى قبره فصب عليه ماءا وتجعل القبر أمامك وأنت مستقبل القبلة وتبدأ بصب الماء من عند رأسه وتدور به على القبر ثم من أربع جوانب القبر حتى ترجع من غير أن تقطع الماء، فإن فضل من الماء شئ فصبه على وسط القبر، ثم ضع يدك على القبر وأنت مستقبل القبلة، وقل: اللهم ارحم غربته وصل وحدته وآنس وحشته وآمن روعته وأفض عليه من رحمتك وأسكن إليه من برد عفوك وسعة غفرانك ورحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك واحشره مع من كان يتولاه، ومتى ما زرت قبره فادع له بهذا الدعاء وأنت مستقبل القبلة ويداك على القبر.
وعز وليه فإنه روي عن أبي عبد الله ع أنه قال: من عزى أخاه المؤمن كسى في الموقف حلة، ويستحب أن يختلف عند رأسه أولى الناس به بعد انصراف الناس عنه ويقبض على التراب بكفيه ويلقنه برفع صوته فإنه إذا فعل ذلك كفى المسألة في قبره والسنة في أهل المصيبة أن يتخذ لهم ثلاثة أيام طعام لشغلهم في المصيبة، وإن كان المعزى يتيما فامسح يدك على رأسه، فقد روي عن النبي ص قال: من مسح يده على رأس يتيم ترحما له كتب الله له بكل شعرة مرت عليه يده حسنة، وإن وجدته باكيا فسكته بلطف ورفق فإنه أروي عن العالم ع أنه قال: إذا بكى اليتيم اهتز له العرش، فيقول الله تبارك وتعالى: من هذا الذي بكى عبدي الذي سلبته أبويه في صغره وعزتي وجلالي وارتفاعي في مكاني لا أسكته عبد مؤمن إلا أوجبت له الجنة.
وإذا أردت أن تغسل ميتا وأنت جنب فتوضأ وضوء الصلاة ثم اغسله وإذا أردت الجماع بعد غسلك الميت من قبل أن تغتسل من غسله فتوضأ ثم جامع، وإن مات ميت بين رجال نصارى ونسوة مسلمات غسله الرجال النصارى بعد ما يغتسلون، وإن كان الميت امرأة مسلمة بين رجال مسلمين ونسوة نصرانية اغتسلت النصرانية وغسلتها، وإن كان الميت مجدورا أو محترقا فخشيت إن مسسته سقط من جلوده شيئا، فلا تمسه ولكن صب عليه الماء صبا، فإن سقط منه شئ فاجمعه في أكفانه، وإن كان الميت أكيلة السبع فاغسل ما بقي منه فإن لم يبق منه إلا عظام جمعتها وغسلتها وصليت عليها ودفنتها.
وإن كان الميت مصعوقا أو غريقا أو مدخنا صبرت عليه ثلاثة أيام إلا أن يتغير قبل