460 ه بعد أن أقام في النجف اثني عشر سنة قام ولده أبو علي الحسن ابن محمد مكانه فانعكف عليه العلماء للاقتباس من معارفه فاستجازه ذووا الفضل في رواية الحديث واستشهدوه على ما تحلوا به من ملكة الاجتهاد الصحيح وأماليه المطبوع مع أمالي أبيه يصور الحقيقة بأجلى مظاهرها.
الاجتهاد المعاصر واستمرت الهجرة إلى " النجف " من ذلك العهد إلى العصر الحاضر وإن تحلت بأعلام الإمامية " الحلة والحاير وسامراء " في فترات من الزمن لكن حلقات الدراسة في هذه (الجامعة) متواصلة ولا يتحمل المقام وصف الثقافة في تلكم العصور متسلسلا إلى أيام السيد بحر العلوم فالشيخ الأكبر كاشف الغطاء إلى مجدد المذهب في كتابه الحاوي لما حرر من مسائل الشريعة مع تحقيق عميق " صاحب الجواهر " فأذعن أولوا النهي بفضله وتسابقوا إلى اختزان جواهره والاقتباس من آرائه الثاقبة.
وحيث إن المولى تعالت أياديه لم يخل الأرض من مصلح مجاهر بالدعوة الإلهية يزيح الأوهام ويدعوا إلى سبيل ربه بالحكمة ويرشد إلى الطريقة المثلى غمر الفيض الربوبي شخصية شيخنا " الأنصاري " ومنحته المشيئة القدسية مواهب ميزته على من تقدمه من الأعلام فكان مرموقا في الفضائل جمعاء.
لذلك اتخذ رواد المعارف كتابيه " الرسائل " في أصول الفقه و " المتاجر " في الفقه الجعفري أساس التعليم والدراسة العالية وأكثر المحققون من تلامذته وغيرهم من التعليق عليهما والتنبيه على ما فيهما من دقايق العلم.
وكان للدراسة فيهما أيام شيخ المحققين المولى محمد كاظم الخراساني نور الله ضريحه سوق رابح فلقد هبط هذه المدينة (النجف) في أيامه الجم الغفير من العلماء للاستضاءة من آرائه وتحقيقاته وقام من بعده أساتذة الفن من الأعلام المحققين يفيضون على الطلاب ما انتهلوه من بحر علم آل