إن الأطفال الذين يصابون بعقدة الحقارة الحقارة في مثل هذه الظروف يحاولون تدارك حرمانهم بصور مختلفة من الانتقام. وقد ينتهي ذلك بثمن حياة الأب المتزمت أو تمني موته على الأقل.
قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: «ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته» (1).
هؤلاء ينتقمون بواسطة الحرق أو الكسر أو التهديم وبصورة موجزة تفتيت ثروة آبائهم وتدميرها، وقد يقدمون على سرقة أموالهم، وبذلك ينتقمون من سلوكهم الظالم تجاههم، ويجبرون ما تجرعوه من التحقير والحرمان.
يقول الدكتور آلاندي: «يجب أن نمتنع عن كل ظلم تجاه الطفل حتى لا ينشأ على السرقة. إن كل طفل يصبح سارقا لا بد وأنه قد غبن حقه في يوم من الأيام وقوبل بالتجاوز والظلم. ليس من الضروري أن يكون هذا التجاوز حقيقيا، بل من الممكن أيضا أن يتخذ صورة مجازية وتصورية... وقد يكون تصورا طفوليا إلى درجة أن الكبار لا ينتبهون لذلك أبدا، ولكن هذا كله لا يمنع من أن يترك آثاره العميقة والمؤلمة على روح الطفل».
«إذا حاولنا أن نعمل على اقتلاع جذور السرقة، فيجب أن نحيي في الطفل منذ البداية ذلك الشعور بالحقد والانتقام الناشئ من حرمان سابق، ثم نعمل على تدارك الحرمان وعلاجه».
«هناك بعض الأطفال يصرفون النقود التي سرقوها على أصدقائهم بكل سخاء، وهذا يدلنا على أنهم يرغبون في الانتقام من التحقير الذي كانوا يقابلون به، فيشعرون عند ذاك بأنهم ذوي مكنة مادية عالية، يستطيعون جلب قلوب الناس نحوهم بها».
«لقد وجدت بنفسي طفلا في الثانية عشرة من عمره يسرق نقود