صنع الخلايا. فمنذ دخول الغذاء إلى المعدة وشروع الجهاز الهضمي في العمل إلى حين تحول إلى موجود حي باسم الخلية، يطوي مراحل عديدة، ويتدرج في تفاعلات متلاحقة حتى يأخذ الصورة النهائية.
«عندما تتوفر جميع الوسائل اللازمة، فإن كل خلية تصنع المقدار الكافي من المواد الضرورية في داخلها، وعندما تصبح هذه المواد كافية لإنعاش خليتين تنقسم الخلية الواحدة إلى شطرين، وبهذا تتولد خلية جديدة».
«إن الجهاز الوحيد الذي يستثنى من هذا القانون، هو الجهاز العصبي. ذلك لأن الطفل يتولد مع المجموعة الكاملة للخلايا العصبية ولا يصنع في جميع أدوار حياته حتى خلية عصبية أو مخية واحدة... ولذلك فإن اندثار هذه الخلايا على أثر مرض أو صدمة لا يمكن أن يتدارك. بالرغم من ذلك كله فإن دماغ الطفل ينمو من دون ازدياد في عدد الخلايا، وإن هذا العمل يحدث بسرعة فائقة جدا في الأعوام الثلاثة الأولى من حياته بحيث يمكن القول بأن 95 / من النمو الدماغي للانسان يحصل في السنة الثالثة من عمره» (1).
يختلف الرشد الطبيعي للأقسام المختلفة من بدن الطفل في الأعوام الأولى من ولادته، والأعوام السابقة على البلوغ، والأعوام اللاحقة له.. وكذلك عدد دقات القلب وسرعة التنفس فإن ذلك كله يختلف بحسب عمر الفرد.
«ينمو الطفل في البداية بسرعة كبيرة. فإن طوله في الفترة بين ولادته وبلوغه الخمس سنين يزداد بمقدار الضعف. وبعد ذلك تأخذ سرعة النمو بالتناقص حسب الخطوط البيانية التي توضح ذلك حيث تبلغ الحد الأدنى في السنة العاشرة تقريبا. ثم يبدأ النمو من جديد حيث يبدأ الأولاد في السنة الثانية عشرة والبنات قبل ذلك