ليس بمخلوق إذ كان كلمة الله (45) والله عز وجل يقول: * (إنا جعلناه قرآنا عربيا) * [الزخرف: آية 3] وتأويل ذلك إنا خلقناه، كما قال جل جلاله:
* (وجعل منها زوجها ليسكن إليها) * [الأعراف: آية 189]. وقال: * (وجعلنا الليل لباسا والنهار معاشا) * [النبأ: آية 10]. * (وجعلنا من الماء كل شئ حي) *: [الأنبياء: آية 3]. فسوى عز وجل بين القرآن وبين هذه الخلائق التي ذكرها في مشيئة الصنعة، وأخبر أنه جاعله وحده فقال: * (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) * [البروج: 22] وقال لنبيه محمد (ص) * (ولا تحرك به لسانك لتعجل به) * [القيامة: آية 16]. وقال: * (وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) * [الأنبياء: آية 2]، وقال: * (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته) * [الأنعام: آية 21]. وأخبر عن قوم ذمهم بكذبهم أنهم قالوا:
* (وما أنزل الله على بشر من شئ) * [الأنعام: آية 91]. ثم أكذبهم على لسان رسوله فقال لرسوله: * (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى) * [الأنعام آية: 91] فسمى الله تعالى القرآن قرآنا وذكرا وإيمانا ونورا وهدى ومباركا وعربيا وقصصا...
فأقرأ على جعفر بن عيسى وعبد الرحمان بن إسحاق القاضي كتاب أمير المؤمنين بما كتب به إليك وأنصحهما من علمهما في القرآن وأعلمهما أن أمير المؤمنين لا يستعين على شئ من أمور المسلمين إلا بمن وثق بإخلاصه