السلفية بين أهل السنة والإمامية - السيد محمد الكثيري - الصفحة ١٢٧
المبغضين لعلي وقد أمر بلعنه، ولعنه الأمويون (80 سنة) باستثناء عمر بن عبد العزيز الذي أبطل في عهده هذا التقليد.
كما ويتم الطعن في عدد من الصحابة الذين حاربهم الإمام علي واشتهروا ببغضهم إياه، وأهل بيته. ولا ننسى أن المتوكل نفسه كان يعلن بغضه للإمام علي، واعتبره بعض المؤرخين ناصبيا خالصا وهو في حكم الكافر.
وقد روي عن أحمد بن حنبل غير ذلك بخصوص الإمام علي، قال عبد الله: قلت لأبي (أحمد بن حنبل) ما تقول في التفضيل؟ قال في الخلافة:
أبو بكر وعمر وعثمان، فقلت: فعلي؟ قال: يا بني علي بن أبي طالب من أهل البيت لا يقاس بهم أحد. وعنه أيضا قال: كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم فجاءت طائفة من الكرخية، فذكروا خلافة أبي بكر، وخلافة عمر، وخلافة عثمان، وخلافة علي بن أبي طالب، فزادوا وأطالوا، فرفع أبي رأسه إليهم فقال: يا هؤلاء قد أكثرتم القول في علي والخلافة. إن الخلافة لم تزين عليا بل علي زينها (43).
ليس معنى هذا أن أحمد بن حنبل كان علويا، أو يرى أحقية علي بن أبي طالب في الخلافة دون غيره، أو مثل أبي حنيفة الذي كان هواه مع الثوار العلويين في عصره. لقد كان أحمد عباسي الميل السياسي، ويرى أن العباس

(43) مناقب أحمد لابن الجوزي، ص 163. يقول صاحب العواصم والقواصم: " هذا دليل على شدة موالاته لأهل البيت وقيامه بحق القرابة. وقد وصفه بذلك الإمام المنصور بالله، فقال في المجموع المنصوري في الدعوة العامة إلى جيلان وديلمان ما لفظه: وأما أحمد بن حنبل، فيكفيك في الاستقصاء عن أمره أنه ذكر له الحديث المطرق بعلي بن موسى بن جعفر، قال: أخبرني موسى العبد الصالح عن أبيه جعفر بن محمد الصادق باقر علم الأنبياء، عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة، عن أبيه علي بن أبي طالب سيد العرب، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد الأولين والآخرين، أنه قال:
الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح ". فذكر هذا السند لأحمد بن حنبل فقال: " لو قرئ هذا على مجنون لبرء من جنونه " انظر ج 4 ص 259.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست