إلى مدفنه وقيل إنه عرش الله تعالى لأنه قد جاء في رواية أخرى " اهتز عرش الرحمن لموت سعد " (226) وهو كناية عن ارتياحه بروحه حين صعد به لكرامته على ربه وقيل هو على حذف مضاف وقد تقدم البحث في ذلك مبسوطا في " ه زز " فراجعه (و) قال ابن الأعرابي العرش (الملك) بضم الميم وهو كناية كما تقدم عن الراغب] ا ه من شرح القاموس.
فالحاصل أن نصوص الكتاب والسنة واردة بذكر العرش وإثباته فالإيمان بوجوده واجب، ولا ندري كنهه بالتحديد والظاهر أنه مخلوق عظيم جعله الله تعالى سقفا للمخلوقات وتعبد بعضهم بحمله، ويجب أن يعتقد كل مسلم أن العرش ضئيل ضعيف كالهباء أمام قدرة الله تعالى وجلاله، ويكفر من تصور أن الله تعالى جسم أو على شكل إنسان جالس عليه كما قالت اليهود بأنه سبحانه بعد خلق السماوات والأرض تعب واستلقى عليه لأنهم يتصورون هم والمجسمة بأن الله سبحانه جسم كالآدميين وأنه يجلس على سرير أو على كرسي، سبحانه ما أحلمه عليهم، حين لم يخسف بهم بل أخرهم إلى أجل معلوم، وعقاب محتوم!!
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (7 / 124):
[قال أبو الوليد بن رشد في " شرح العتبية " إنما نهى مالك (227) لئلا يسبق إلى وهم الجاهل أن العرش إذا تحرك تحرك الله تعالى بحركته، كما يقع للجالس منا على كرسيه، وليس العرش بموضع استقرار الله، تبارك الله وتنزه عن مشابهة خلقه، انتهى ملخصا. والذي يظهر أن مالكا ما نهى عنه لهذا، إذ لو خشي من هذا لما أسند في الموطأ حديث " ينزل الله إلى السماء الدنيا " لأنه أصرح في الحركة من اهتزاز العرش، ومع ذلك فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله تعالى منزه عن الحركة والتحول (228) والحلول ليس كمثله شئ] انتهى.