يوجده كان، ولم يفقده ليس، وصفه لا صفة له، وفعله لا علة له، وكونه لا أمد له، تنزه عن أحوال خلقه، ليس له من خلقه مزاج، ولا في فعله علاج، باينهم (144) بقدمه كما باينوه بحدوثهم، إن قلت متى؟ فقد سبق الوقت كونه. وإن قلت هو فالهاء والواو خلقه، وأن قلت أين؟ فقد تقدم المكان وجوده، فالحروف آياته، ووجوده إثباته، ومعرفته توحيده، وتوحيده تمييزه من خلقه، ما تصور في الأوهام فهو بخلافه، كيف يحل به ما منه بدا، أو يعود إليه ما هو أنشأه، لا تماقله (145) العيون، ولا تقابله الظنون، قربه كرامته، وبعده إهانته، علوه من غير توقل (146)، ومجيئه من غير تنقل، هو الأول والآخر والظاهر والباطن القريب البعيد الذي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) انتهى.
(٢٦٠)