داوود بن علي أو بعض هؤلاء فأدخل في بعض هذه الولايات، فقال له الإمام (ع):
" ما كنت لأفعل ".
وانصرف الرجل وهو يطيل التفكير في امتناع الإمام من التوسط في شأنه، فاحتمل أن يكون السبب احتمال أن يظلم ويجور فيما إذا صار واليا فصمم على أن يمضي إلى الإمام ويقسم له بالأيمان المغلظة على أن يلتزم بالعدل فيما إذا تعين في منصبه، وأقبل إلى الإمام (ع) فقال له:
" جعلت فداك، إني فكرت في آبائك علي فظننت أنك إنما كرهت ذلك مخافة أن أجور أو أظلم، وإن كل امرأة لي طالق، وعلي، وعلي.... إن ظلمت أحدا أو جرت عليه ولم أعدل... " فقال (ع): كيف قلت:؟؟!
فأعاد عليه الأيمان والمواثيق، فرفع الإمام رأسه إلى السماء وقال له:
تناول السماء أيسر عليك من ذلك (1) ودلت بعض الأخبار على حرمة التعاون مع السلطة الجائرة حتى في الأمور المباحة التي ليس فيها أي اعتداء على الغير فقد روي أن صفوان الجمال كان يكري إبله إلى هارون الرشيد ليحج عليها إلى بيت الله الحرام، فدخل على الإمام موسى بن جعفر (ع)، فلما استقر به المجلس التفت له الإمام قائلا له:
يا صفوان، كل شئ منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا.
فذهل صفوان وذابت نفسه، فقال للإمام: